عيد الله الأكبر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

-
الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مخاطباً المسلمين في غدير خم: ( ألستُ أولى بكم من أنفسكم ).

فيجيب المسلمون: ( بلى يا رسول الله ).

فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو آخذٌ بيد الإمام علي عليه السلام إلى السماء: ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ).

فأخذ الصحابة يهنئون أمير المؤمنين عليه السلام بقولهم: ( بخِ بخِ لك يابن أبي طالب أصبحت مولانا ومولى المؤمنين ).

فنزلت الآية المباركة " اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضطُرَّ في مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لإِثْمٍ فإنَّ الله غَفُورٌ رَّحيمٌ "

إن من يقرأ الآية الكريمة يفهم منها أن الدين الإسلامي لم يكتمل إلا بعد إعلان الولاية من بعد الرسول للإمام علي، وهذه الولاية فريضة شُرِّعَتْ من السماء، كتشريع فريضة الصلاة والصوم والزكاة والحج، بل الولاية هي آخر فريضة نزلت، فهي خاتمة الأحكام والواجبات ليخبرنا الله سبحانه وتعالى باكتمال الدين الحنيف واكتمال النعم ...
يقول سماحة المرجع السيد صادق الشيرازي(دام ظله) في كتاب - نفحات الهداية "الطبعة الثانية" – إن المقصود بالنعم في هذه الآية الكريمة هي جميع النعم ظاهرها وباطنها مثل نعمة الحرية والعدل والمساواة والاتحاد والأخوة والعلم والأخلاق والطمأنينة النفسية والروحية والإحساس بالأمن وبعبارة أوضح النعم هي جميع العطايا التي منَّ بها الله تعالى على بني البشر ولكن قد يراود القارئ هذا السؤال أين أصبحت هذه النعم في زماننا ؟

الجواب وبكل بساطة إن العالم قد خسر بعض هذه النعم إن لم نقل الكل ولم يتمتع بها على أكمل وجه بإقصاء يوم الغدير فأصبحنا نعيش بزمنٍ تكثر فيه الخطوط الحمراء !!

فالحمد لله على كمال الدين وإتمام النعمة علينا بتنصيب سيدنا ومولانا أبي الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)
ونبارك لجميع المؤمنين والمؤمنات بمناسبة هذا العيد السعيد عيد الولاية، والذي هو من أفضل الأعياد، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: « يوم غدير خمّ أفضل أعياد أمّتي، وهو اليوم الذي أمرني الله - تعالى ذكره - فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لأمّتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتمّ على أمّتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً »

...

دعاء الغريق {يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك}