الأربعاء، 7 يناير 2009

أنت ثاري وثار الله يا إمامي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم



عظم الله أجورنا وأجوركم باستشهاد سيدنا وإمامنا ومولانا سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وأهل بيته الكرام وأصحابه الأخيار، والسلام على قلب الحوراء المَسْبِية، قلب زينب بنت علي عليها السلام، عقيلة بني هاشم، ... السلام على صبر زينب ...

رحم الله الشاعر الذي صَوَّر مشهد ركوب النساء على النياق الهزل بعد مصرع الإمام الحسين عليه السلام، فقد أراد الأعداء إركابهم فاعترضت عليهم السيدة زينب وقالت هُن يركبن بعضهن البعض، فقامت هي وأختها أم كلثوم بإركاب النسوة والصغار إلى أن بقيتا كلتيهما حيث كل منهما تقول للأخرى إركبي يا نور عيني فتقول لها أم كلثوم: إذا أنا ركبت من ذا يركبكِ يا زينب
قالت: أنا أمضي للذي أخرجني من المدينة، فاتجهت إلى نهر العلقمي وصاحت أخي عباس أنت الذي أركبتني في محملي أنت الذي أخرجتني من منزلي، أخي قم الآن وركّب أختك ... فيُصَور الشاعر هذا المشهد بأبيات ...

آني رايحة لعباس أجعده

وأركّب جفوفه فوق زنده

وأقوله ترى عيالك بشده

يا خويه حملي وقع يا هو الليسنده


.....

في الآونة الأخيرة أصبحنا نسمع موجة من بعض الناس أصحاب الثقافة والتحضر!! وهي تطل علينا سنة بعد سنة لتخبرنا بالعزاء الحضاري والبكاء الحضاري على الإمام الحسين (ع) ، معتبرة أن ما يقوم به بعض الناس من الجزع والنياحة أسلوب يجب أن يقمع من العزاء ، لأن الحسين فكر وقضية ويجب علينا استيعاب القضية وبلورتها وصياغتها وتطبيقها على واقعنا السياسي والاجتماعي الذي نعيشه في عصرنا الحالي معتبرين أن ما يقوم به بعض الناس من العواطف والشعائر الحسينية هي نوع من التخلف والرجعية !!

أنا شخصياً لم أكن أسمع بهذا الطرح العقلائي !! إلا في فترة الأربع أو الخمس سنين الأخيرة وبالذات في العشرة الأولى من شهر محرم الحرام والتي هي من المفروض أن تكون أيام العزاء وإحياء الشعائر الحسينية

فهؤلاء المثقفين كما يقول الشيخ المهاجر حفظه الله " جعلوا نظرة الغرب إلينا وإلى شعائرنا المقدسة هي الميزان الذي يحكم على أعمالنا " متغافلين ومتناسين حديث الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن علي عليهما السلام فإنه فيه مأجور.

إن الشعائر الحسينية من حضور المجالس و البكاء واللطم والتشبيه كلها تجسد لنا ولو بشكل بسيط ما حصل في واقعة الطف لاستثارة عواطف الناس، وتذكيرهم بواقع المصيبة المريرة، ولكن أسمى أنواع الشعائر التي تجسد لنا قضية عاشوراء وما حصل فيها بشكل حقيقي لا تمثيل ولا تشبيه فيه هي شعيرة التطبير وإدماء الرؤوس في صبيحة يوم العاشر من المحرم يوم الفاجعة الكبرى، فمن يشاهد القامات والسيوف والأكفان تتلون باللون الأحمر وهو لون دماء المُطَبِّرين يستشعر المصيبة في قلبه ويتذكر الدماء الطاهرة لسيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه التي امتزجت مع تراب كربلاء المقدسة.
الناس يضحكون علينا، تشويه للمذهب، عمل غير حضاري هذا ما ينادي به أهل الثقافة والتحضر تجاه قضية الشعائر، والتطبير بشكل خاص، وجوابي لهم قد يغيضهم ولكني أراه أفضل جواب رداً على ما ينادون به وهو " لا تحَضُّرْ في عزاء الحسين عليه السلام وكل ما نفعله لأجله فهو قليلٌ لا يساوي قطرة في بحر، وأين نحن من سيدنا وإمام الحجة (عج) الذي يبكي الدم من أجل مصيبة جده الحسين(ع) عندما يخاطبه في زيارة الناحية المقدسة (فلأندبنك صباحاً ومساءً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً) "

.....

أشْهَدُ أنَّ دَمَكَ سَكَنَ في الخُلْدِ، وَاقْشَعَرَّتْ له أظِلَّةُ العَرْشِ، وَبَكَى لهُ جَميعُ الخَلائِقِ وَبَكَتْ لهُ السَّماواتُ السَّبْعُ والأَرَضُون السَّبْعُ وما فِيهنَّ وما بَيْنَهُنَّ ومنْ يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ والنَّار مِنْ خَلْقِ رَبِّنا وما يُرى وما لا يُرى ...

السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين، السلام عليك يا مولاي وعلى أخيك أبي الفضل العباس، وعلى أختك الحوراء زينب جميعاً ورحمة الله وبركاته


أنت ثاري وثار الله يا إمامي

هناك 3 تعليقات:

Dr. Ali Maarafi يقول...

السلام على الشهيد المرمل بالتراب
السلام على من غسله دمه

اللهم اجعلنا من الذين يحيون شعائر ابا عبدالله الحسين عليه السلام

Sn3a يقول...

بنتم نبجي
والبجي معناته رحمه القلب

في ناس والله ياخوي على ابوهم مايبجون بالعزا ومن ثاني يوم يبون نصيبهم بالورث
شلون تبي قلوبهم على سيد الشهداء وحفيد سيد الخلق

شلون العين ماتدمع واهيا تسمعه يطلب النصره وشلون العين تقسي واهيا تحس بمصيبه العقيله


عظم الله اجورنا واجوركم
وكتبلنا الله شفاعه محمد وال بيت محمد

Small River يقول...

dr-maarafi

شعائر أبي عبدالله الحسين عليه السلام لن تموت لأنها مصداق للآية الكريمة
(( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ))

000

Sn3a

سنظل نبكي على إمامنا إلى أبد الدهور ، كيف لا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبكي على حفيده يوم ولادته ويذكر ما سيجري عليه ،،

مأجورة إن شاء الله
ورزقنا الله شفاعة الحسين عليه السلام في الدنيا والآخرة